الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

معجون كلام

اباحة مشروعة

الأربعاء 02/سبتمبر/2020 - 06:27 م

على دلعونا وعلى دلعونا، راحو الحبايب ما ودعونا، سمعت هذه الأغنية بعدد من المرات لا أحصية ولا أتذكره، بصوت الشحرورة المتفردة صباح، وبصوت وديع الصافي، وحتى بصوت ظاهرة عصرها نوال الزغبي، كنت أظن أن صباح تبتغي دلعا.. ظللت أظن كذلك حتى فوجئت وأنا في السيارة أعلى جبل لبنان بلافتة تقول "على دلعونا" وقتها فقط فهمت ما تعنيه صباح .

يبقى اختلاف اللهجات دائما مبعث الكثير من المواقف الطريفة، أبقى مع لبنان، فعندما سألت موظفة الاستقبال في زيارة مبكرة للبنان عن شارع السوق وإن كان بعيدا أجابتني بكل عفوية "فشخة صغيرة من هون" كدت أنهار ضحكا وأنا أسمع الكلمة تقال بكل تلقائية وعفوية، وعندما سمعت رجل يجامل امرأة فيقول لها "شو حلوة ها المرة" ووجدت أن المقابل ابتسامة عريضة خاصة بعد سماعي لأغنية "ما في مرة بتخون" لأحد المطربين الشباب هنا فهمت أن الكلمة عادية، صحيح هل سمعتم عن فراس الحمزاوي؟؟ يمكنكم سماع أغنيته الأخير والتي صورها على طريقة الفيديو كليب وتذاع على القنوات اللبنانية بدون أي خجل.. عن نفسي لن أملك الجرأة لذكر اسم الأغنية.

لن أتوقف كثيرا عند لبنان ففي النهاية هناك قرب جغرافي بيننا وبينها.. نعم هم يسمون حزام الأمان بالسيارة "قشاط" ويطلقون على "مبسم الشيشة" اسم نعتبره "أبيحا" كما يطلقون على الملبن اسم "راحة الحلقوم" ولكن كل هذا مقبول، خاصة إذا ما عرفتم ما هو آت، الآن سأنتقل بكم إلى الجانب الآخر.. المغرب العربي.

في أحد المرات كنت أقف في طابور لتسجيل اسمي لدى موظفة استقبال.. عندما وصلت لها حاولت قراءة اسمها، فوجدت أن اسم العائلة يتضمن كلمة قبيحة تطلق على المرأة العاهرة.. اعتقدت أنني قد أخطأت.. فإذا بها ترى حيرتي وتقرأ الاسم بدون تحفظ وتقول أنه اسم عائلتها وأنها لا تعرف لماذا يضحك أي مصري يقابلها ويقرأه!

أما الانقلاب فحدث عندما وضعت على الفيس بوك أغنية "بقيت حاوي" لمسار إجباري، الأغنية حلوة ولا يوجد فيها ما يسيء.. ولكن عندما وضعتها وجدت الانبوكس قد امتلئ بعبارات تشعرني وقد حدثت فاجعة، إنت إزاي تكتب الكلام ده افتكرناك محترم.. يا جماعة بهدوء.. ليتبين لي بعد ذلك أن كلمة "حاوي" بالعامية المغربية تعني فعل الجنس نفسه.

في أحد المرات وبينما نجلس على طاولة عشاء ونتناقش بود قال صديق مصري لآخر بملئ فيه وقد أراد استعراض مهاراته التعبيرية القادمة من الريف المصري "إنت فاكرها طابونه".. ابتسم الشباب واحمرت خدودا البنات.. لنعرف بعد ذلك أن الكلمة تعني جزء خاص في المرأة.

أما الكلمة التي وقفت أمامها ولم أفهمها فكانت "تاريخ الازدياد" وقتها سألت الموظف "يعني ايه؟؟" فرد بكل براءة " اليوم اللي ازدت فيه" طبعا هذه اللحظة أسقط في يدي، لينقذني شخص أدرك حيرتي ويقول أن الازدياد هو الولادة في نفس الوقت.

في المغرب تتحول كثير من المصطلحات.. مركز هاتف "سنترال" تتحول ل "مخدع هاتفي" وتاكسي ل "طاكسي" ومحل عصير فواكه ل "محلبة" ، شركة تأمين ل "تعاضدية" والتلفزيون ل "تلفزة" والتروماي ل"طرامواي" والسمك أيا كان نوعه ل "حوت" ومحطة الأتوبيسات المسافرة بين المحافظات ل "كار" وإيجار سيارة تصبح "كراء سيارة" أما مزة فتصبح "قرطاسة".