الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

آثار الحكيم.. نجمة البيت المصري

السبت 15/يناير/2022 - 03:42 م

كثيراً ما نري نجمات في تاريخ السينما المصرية يلمعن في العديد من الأعمال الفنية يحصلن علي الجوائز والتكريمات هنا وهناك وبالرغم من ذلك قد لا يدخلن قلوب الجماهير، ولكن قليل جداً أن نري نجمة تحمل كل مقابيس النجومية من موهبة وحضور وإحساس وجمال وحب وإحترام الجماهير العريضة من كل مختلف الوطن العربي، قد تكون آثار الحكيم هي إحدى القليلات جداً من هؤلاء النجمات.



آثار الحكيم واحدة من قليلات جداً حققن المعادلة الصعبة في السينما المصرية، النجومية مع حب و إحترام الجماهير، معادلة تكاد تكون مستحيلة ولكن قدرة آثار الحكيم جعلتها ممكنه، وجه برىء وبشوش وجه كأنك تراه يومياً في منزلك أو مع جيرانك أو أفراد أسرتك وجه من داخل البيت المصري.



بدأت آثار الحكيم بعد تخرجت من كلية الآداب قسم فلسفة إنجليزية وعملت في العلاقات العامة في أحد الفنادق الكبري ورآها الفنان الكبير سمير غانم وقدمها للمنتج رياض العريان ليقدمها كوجه جديد في مسلسل ( بلا عتاب ) 1976 ، ثم توالت عليها الأعمال السينمائية و التليفزيونية كوجه عائلي مصري تفتقده السينما المصرية.

كان جواز مرورها كنجمة دورها في مسلسل "أبنائي الأعزاء شكراً" مع بابا عبده وكان لنجاح هذا المسلسل دوي كبير كان فاتحة خير علي كل من شارك فيه.



دخلت مجال السينما لتكون إحدى أيقونات سينما الثمانينات و وقفت أمام الكبار فأصبحت كبيرة معهم مع فريد شوقي في (الملاعين والدباح وشاويش نص الليل ومن يطفىء النار والكف ومقص عم قنديل والأخوة الغرباء)، ومع محمود ياسين في (علاقة خطرة والرجل الصعيدي)، ومع نور الشريف في (قاهر الزمن والبحث عن سيد مرزوق)، ومع عادل امام في (قاتل مقتلش حد والنمر والانثي)، ومع حسين فهمي في (الحلال يكسب وعنبر والألوان).

مع محمود عبد العزيز في (فقراء لا يدخلون الجنة ومملكة الهلوسة وقانون ايكا)، ومع أحمد زكي في ( أنا لا أكذب ولكني اتجمل وطائر على الطريق والحب فوق هضبة الهرم).

قدمت مع النجم الخلوق ممدوح عبد العليم ثنائي فني أحبه الجمهور جداً في مسلسلات مثل (الحب وأشياء أخرى و ليالي الحلمية) وأفلام (ملائكة الشوارع والمشاغبات والكابتن) وفيلم (بطل من ورق) ذلك الفيلم الذي يعد من أهم أفلام آثار الحكيم وممدوح عبد العليم وبالرغم من أن ابطال الفيلم ليسوا نجوم كوميديا إلا أن الفيلم فاق نجاحه نجاح أفلام نجوم الكوميديا.

استعان بها كبار مخرجي الشاشة العربية مثل بركات في فيلم (لعبة الأشرار) الدور الشر الوحيد في حياتها الفنية، وكمال الشيخ في فيلم (قاهر الزمن) أول فيلم مصري خيال علمي، وحسين كمال في مسلسل (نحن لا نزرع الشوك)، ونيازي مصطفى في فيلم (الدباح)، وحسام الدين مصطفى في فيلم (طير في السما) ، وأشرف فهمي في فيلم (قانون ايكا) إلى جانب أهم مخرجين الثمانينات عاطف الطيب ومحمد خان وسمير سيف وداود عبد السيد ونادر جلال.

وقفت أمام مطربي جيل الثمانينات عند خوضهم تجربة السينما مثل عماد عبد الحليم في (الأخوة الغرباء)، ووليد توفيق في فيلم (أنغام) ومن قبله فيلم (من يطفىء النار) وغني لها في الفيلم أغنية "أنزل ياجميل في الساحة"، هذه الأغنية التي لا يخلو عيد ميلاد في الوطن العربي كله من غير سماع و ترديد هذه الأغنية، ومع إيمان البحر درويش في فيلم (طير في السما ، ومع مدحت صالح فيلم (إحنا ولاد النهاردة) .



وقفت أمام عمالقة الكوميديا مثل بخلاف عادل إمام فقد وقفت بطلة أمام الأستاذ فؤاد المهندس في فيلم (العنب والثعلب) وكان معهما يونس شلبي، أيضاً مع سعيد صالح و سمير غانم مكتشفها الأول في فيلم (فقراء لكن سعداء).

قدمت في التليفزيون مسلسلات تعد أيقونات الدراما التليفزيونية  من أهمها (الحب وأشياء أخرى)، (حتي لا يختنق الحب) و(صيام صيام) (حكاية بلا بداية وولا نهاية) (ترويض الشرسه) وهو الدور الكوميدي الوحيد لها والتي نجحت فيه بجدارة وأصبح أيقونة الأعمال الكوميدية الدرامية، ومسلسل (زيزينيا)، ومسلسل (سفر الأحلام) أمام العملاق الكبير محمود مرسي، ومسلسل (ليالي الحلمية) في دور زهرة سليمان غانم ويعد أحد أهم أدوارها علي الاطلاق نظراً لأهمية هذا المسلسل باجزاءة الخمس والذي يعد هو الآخر واحداً من أهم مسلسلات التليفزيون المصري على الاطلاق.

تنوعت أدوار آثار الحكيم سواء في السينما أو التليفزيون فلم تكن أدوارها جامدة أو في قالب واحد فقد قدمت الرومانسيه والكوميديا والفانتازيا والخير والشر حتي أنها الفنانة الوحيدة التي قدمت دور فتاة ليل بدون مشهد واحد يخدش الحياء أو أي عبارة أو كلمة أو إشارة فيها إبتذال أو إسفاف وذلك في فيلم (النمر والانثي) مع عادل إمام والمخرج سمير سيف.

في كل هذه الأعمال نجد آثار الحكيم بطلة أولي بلا أي مشهد يخدش الحياء أو كلمة فيها إسفاف وهذا نادراً ما يحدث في السينما المصرية وأمام كبار النجوم ولكن حدث بالفعل مع آثار الحكيم حتي أصبحت النجمة الاستثنائية واكتسبت حب وإحترام الجماهير فكل بيت مصري يشعر أن آثار الحكيم هي بنته أو أخته أو جارته أو إحدى أقاربه.

دخلت آثار الحكيم معارك تدافع فيها عن الأخلاق والقيم مع أخريات علي رأسهن المخرجة إيناس الدغيدي والإعلامية هالة سرحان و الراقصة دينا والفنان رامز جلال.

وأمام كل شخصية تجد آثار الحكيم تقف لهم لا لموقف شخصي ولكن لموقف أخلاقي بحت بعيداً عن الأهواء الشخصية و في كل معركة كانت تنتصر آثار الحكيم لأن الحق معها و كان الجماهير العريضة تصفق لها وكأن آثار الحكيم تتحدث بلسان جموع الناس فانتصرت آثار للأخلاق التي بدأت مشوارها الفني به و أنهت هذا المشوار الفني به أيضاً، فقد أعلنت اعتزالها الفن نهائياً في الأيام الأخيرة والتفرغ للعبادة علي حد قولها واكتفت بما قدمته من أعمال تظل في ذكراة السينما والناس، متعها الله بالصحة والعافية.