في الذكرى الـ48.. أبرز الأغاني التي خلدت ذكرى انتصارات حرب اكتوبر

يحتفل جميع المصريين بالذكرى الـ48 لانتصارات حرب اكتوبر المجيدة، والتى شهدت قصة كفاح كبيرة وإصرار وعزيمة من المصريين لاسترداد أرض سيناء التى احتلتها إسرائيل، وكان للأغاني دور كبير في التعبير عن مشاعر المصريين في ذالك الوقت، ومازال ليومنا هذا بفضل تلك الأغاني نشعر بتلك المشاعر الوطنية جميلة و نعيش فرحة الانتصار مجددا مع كل ذكرى لحرب أكتوبر، نستعرض أهم الأغاني التي ظلت راسخة في وجداننا عن انتصارنا في الحرب.

تعد من اوائل الأغاني عن الحرب فلقد تم تسجيل الأغنية يوم 7 أكتوبر، كتب كلمات الأغنية الشاعر عبد الرحيم منصور ولحنها بليغ حمدي وغنتها الراحلة وردة الجزائرية، تقول كلمات الأغنية : "وانا على الربابة بغني ما املكش غير انى اغني .. واقول تعيشي يامصر..  وانا على الربابة بغني واقول .. ما املكش غير غنوة امل للجنود .. أمل للنصر".

لم تكن تستطيع الأذاعة إنتاج أي أغاني في ذلك الوقت بسبب تعذر الحالة المالية مما دفع الموسيقار بليغ حمدي والفنانة وردة تحمل جميع أجور الموسيقيين والكورال المشاركين في الأغنية، إلا أنه عند وصول قائد الفرقة الماسية الراحل أحمد فؤاد أبلغهم أن جميع الموسيقيين والكورال متبرعين بأجرهم بالكامل عن الأغنية، فيما فتحت الإذاعة المصرية استديوهاتها لتسجيل الأغنية.

تعد الأغنية هي أول أغنية تذاع بعد عبور جنودنا، حيث استلهم الشاعر عبدالرحيم منصور الأغنية من صيحات الجنود بعد العبور، فكان أول ما هتفوا به "الله أكبر"، لحن الأغنية الموسيقار العظيم بليغ حمدي.

وقع تشديد أمني على مبنى الإذاعة و التلفزيون في تلك الأثناء، فحتاروا كيف سيجلبون من يغني الأغنية، لتنتهي الحيرة بحل عبقري فقد غنى الأغنية 15 فرد من العاملين بمبنى الإذاعة و التلفيزيون، لتكون هدية بديعة من أبناء الوطن لإخوانهم على الجبهة، وتقول كلمات الأغنية "بسم الله الله أكبر بسم الله بسم الله.. بسم الله أذن و كبر بسم الله بسم الله".

كتبت الأغنية الشاعرة نبيلة قنديل، ولحنّها الموسيقار علي إسماعيل، كتبت الأغنية قبل الحرب لأنها كانت معدة خصيصًا لأحداث فيلم "العصفور" للمخرج يوسف شاهين الذي لم يكن نشر بعد، فنشرت الأغنية قبل الفيلم متزامنة مع الانتصار حتى تخلد ذكرة انتصار أكتوبر المجيد، يقول مطلع الأغنية " شايلين فى ايدنا السلاح.. راجعين راجعين.. رافعين رايات النصر.. سالمين سالمين.. حالفين بعهد الله".

تحدث من قبل الإذاعي الكبير الراحل وجدي الحكيم عن الأغنية فقال :"يوم 8 أكتوبر، جاء المخرج يوسف شاهين، إلى مبنى الإذاعة، وطلب مقابلة رئيس الإذاعة محمد محمود شعبان "بابا شارور"، وفوجئنا بإهداءه أغنية "رايات النصر" لإذاعتها تعبيرًا عن الفرحة بالانتصار العظيم، وتأكيده "نصر أكتوبر عندي أهم من الفيلم".

قام الشاعر محمد حمزة بكتابة أغنية "عاش اللي قال"، مزكيًا الرئيس السادات على قراره التاريخي، ليقوم بليغ حمدي بتلحنها فيغنيها العندليب عبدالحليم حافظ، تقول كلمات الأغنية "عاش اللى قال الكلمة .. بحكمة وفي الوقت المناسب.. عاش اللى قال لازم .. نرجع ارضنا من كل غاصب".

 انتصرت مصر في الحرب و عادت اراضي الوطن الحبيب، و بطلب من عبدالحليم حافظ كتب له الأبنودي خصيصا أغنية عن النصر المجيد، فلحن الأغنية الموسيقار كمال الطويل و غناها العندليب، وتقول الأغنية " فى الأولى .. قلنا جايين لك وجينالك.. ولا تهنا ولا نسينا.. والتانية.. قلنا ولا رملاية فى رمالك.. عن القول والله ما سهينا.. والتالته.. انتي حملي وأنا حمالك.. صباح الخير يا سينا".

شارك مجددا العندليب في الاحتفال بالنصر المجيد فغنى "لفي البلاد يا صبية"، والتي كتبها محسن الخياط و لحنها محمد الموجي، وتقول الأغنية "لفى البلاد يا صبيه.. لفى البلاد.. لفى البلاد يا صبيه بلد بلد".

كتب الأغنية الشاعر أحمد فؤاد نجم و لحنها الموسيقار كمال الطويل، وغنتها السندريلا سعاد حسني.

سعت سعاد حسني للغناء للحرب فلقد ذهبت إلى الإذاعي وجدي الحكيم لتطلب منه الغناء للأبطال على الجبهة، أسمعته السندريلا كلمات الأغنية التي كتبها الشاعر أحمد فؤاد نجم، ولحنها الموسيقار كمال الطويل، فوافق الحكيم لتغني سعاد حسني للحرب، تقول الأغنية "دولا مين ودولا مين دولا عساكر مصريين.. دولا مين ودولا مين دولا ولاد الفلاحين".

تعبر الأغنية عن عدد من المشاعر المتداخلة التي شعرت بها كل ام شهيد، غنت الأغنية الفنانة شريفة فاضل، كتبتها نبيلة قنديل و لحنها على اسماعيل.

تلقت الفنانة شريفة فاضل في أحد الأيام الحزينة خبر استشهاد ابنها البكر الملازم أول طيار سيد السيد بدير، وذلك حرب الاستنزاف، لتتلقى الفنانة الصدمة بالعزلة، وفي يوم خرجت الفنانة من عزلتها و أخبرت الشاعرة الكبيرة نبيلة قنديل برغبتها في عمل أغنية تعبر عن مشاعرها و مشاعر كل أم شهيد، تلقت الشاعرة الكبيرة الطلب بالترحاب لتخرد لنا تلك التحفة الفنية التي تجمع بين حلاوة النصر و مرارة الفقد، تقول الأغنية "ابني حبيبي يا نور عيني .. بيضربوا بيك المثل ..كل الحبايب بتهنيني .. طبعا ما انا ام البطل".

ذكرت الأغنية أن العبور كان في العاشر من رمضان، لتعكس حالة الجنود و تجمع بين الاحاسيس بالأمل و الإيمان و مساعدة الله لنا في الانتصار على الأعداء في حرب أكتوبر المجيدة، غنت الأغنية المطربة شهرزاد و كتبتها الشاعرة علية الجعار، ولحنها الملحن الكبير عبدالعظيم محمد، تقول الأغنية "جمعنا كل قوتنا وساندتنا عروبتنا.. وسمينا وعدينا وإيد المولى ساعدتنا .. وسمينا وعدينا وشقينا طريق النصر"

يعد اسم الأغنية مستوحى من الكاتب الكبير توفيق الحكيم تحت عنوان "عبرنا الهزيمة"، فألهمت افتتاحية مقال لتوفيق الحكيم الشاعر عبدالرحيم منصور، لحنها بليغ حمدي وغنتها شادية، تقول الأغنية "عبرنا الهزيمة يا مصر يا عظيمة.. باسمك يا بلادى تشتد العزيمة.. باسمك يا بلادى عدينا القنال".

نستعرض مقال الكاتب الكبير توفيق الحكيم الذي ساهم في ولادة الإلهام لكتابة تلك الأغنية العظيمة، "عبرنا الهزيمة بعبورنا إلي سيناء... ومهما تكن نتيجة المعارك فإن الأهم الوثبة.. فيها المعني أن مصر دائما مصر.. تحسبها الدنيا قد نامت. ولكن روحها لا تنام. وإذا هجعت قليلا، فإن لها هبة، ولها زمجرة، ثم قيام وقد هبت مصر قليلا وزمجرت، ليدرك العالم ما تستطيع أن تفعل في لحظة من اللحظات، فلا ينخدع أحد في هدوئها وسكونها.

وكانت يدها التي بدرت منها حركة اليقظة هي جيشها المقدم بصيحة رئيسها الوطني بالقيام. سوف تذكر مصر في تاريخها هذه اللحظة بالشكر والفخر".