الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

تأشيرات لسائقين أجانب وإمكانية لتدخل الجيش.. ماذا ينتظر بريطانيا بعد أزمة الوقود؟

الأربعاء 29/سبتمبر/2021 - 09:05 م
أزمة الوقود في بريطانيا
أزمة الوقود في بريطانيا

سارع البريطانيون إلى محطات الوقود لملء خزاناتهم وسط نقص الوقود المستمر لأيام، حيث تعد الطوابير الطويلة في المحطات وارتفاع أسعار الوقود آخر التحديات التي تواجهها البلاد في فترة تعافيها من الوباء وما خلفه.

أعادت أزمة نفاد الوقود من المحطات في لندن وأجزاء أخرى من بريطانيا إلى أذهان البريطانيين ذكريات أزمة الطاقة العالمية في سبعينيات القرن الماضي، عندما أدى حظر للنفط فرضته أوبك إلى إلى نقص واسع النطاق في الطاقة، ولكن على عكس ذلك الوقت، فإن النقص الحالي ليس بسبب النفط ولكن النقص في السائقين المدربين على توصيله.

ويعد العدد الأكبر من سائقي الشاحنات في بريطانيا من كبار السن نسبيا، ويتقاعد عدد كبير منهم سنويا، في ذات الوقت ، الذي يواجه فيه السائقون المتدربون تأخيرات في الحصول على ترخيص بسبب الوباء، ما جعل شركات النقل تعلن عن زيادة أجور سائقي الشاحنات بـ25% أو أكثر لتستطيع الحفاظ عليهم.



وما فاقم الوضع أكثر هو التقارير عن وجود محطات وقود فارغة، مما أدى إلى شراء الوقود في الأيام الأخيرة بدافع الذعر، مما أدى إلى زيادة النقص.


ويعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أحد العوامل التي أدت إلى تفاقم نقص العمالة، لكنه ليس السبب الوحيد، حيث تقدر (جمعية النقل البري) وهي مؤسسة تجارية للعاملين بالنقل البري، أن بريطانيا تواجه عجزًا يبلغ 100 ألف سائق. حوالي 20% من هؤلاء هم سائقون غادروا بريطانيا بعد أن صوتت لمغادرة الاتحاد الأوروبي.

وزادت الحكومة البريطانية في محاولة لجذب السائقين عدد الساعات التي يمكنهم العمل فيها كل يوم وسرعت عملية إستخراج التراخيص، كما عرضت 5000 تأشيرة عمل لمدة 3 أشهر لسائقي الشاحنات الأجانب، كما سهلت إجراءات تسليم شحنات الوقود.

ويقول بعض منتقدي الحكومة إن ذلك قد لا يكون كافياً لمعالجة النقص المستمر في عدد السائقين، هناك حوالي 200 ألف مواطن أوروبي غادر بريطانيا فترة الوباء، بالإضافة إلى الآلاف الذين غادروا البلاد منذ عام 2016، عندما صوتت بريطانيا في استفتاء لمغادرة الاتحاد الأوروبي وأشارت إلى أنها ستفرض قيودًا على الهجرة من الاتحاد، وهو ما جعل الشركات بما في ذلك العاملة في قطاعات النقل والضيافة والإمداد الغذائي، تواجه صعوبة في إعطاء وظائفها للأجانب.



من جانبه، كتب وزير الأعمال البريطاني كواسي كوارتنج على "تويتر" اليوم الأربعاء إن أسطول ناقلات النفط الاحتياطية التابع للحكومة سينقل الوقود خلال الأيام المقبلة لتخفيف النقص، وقال أيضا إن هناك مؤشرات على أن الوضع بدأ في التحسن، وسيكون أفضل عندما يعود الجميع لعاداته الشرائية الطبيعية.


وأفادت المزيد من محطات الوقود بأن لديها المزيد من الوقود حاليا مقارنة بالأيام الأخيرة، وفقًا لجمعية تجار البنزين، ويأمل المسؤولون أن يعود البريطانيون لعاداتهم الشرائية الطبيعية، لكن إذا تفاقمت أزمة الوقود، فإن الحكومة قد وضعت 150 من سائقي الناقلات العسكرية في حالة تأهب.

ويظل سائقي سيارات الأجرة وموردي المواد الغذائية وغيرهم ممن تعتمد سبل عيشهم على القيادة قلقين، فقال الأمين العام لجمعية سائقي سيارات الأجرة المرخصين ستيف ماكنمارا، إن 25 إلى 30% من أعضاء المجموعة لم يتمكنوا من الحصول على الوقود يوم الثلاثاء ولم يتمكنوا من العمل.