الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

شبح الأزمة المالية العالمية يظهر.. العملاق الصيني "إيفرجراند" على أبواب الإفلاس

الأربعاء 22/سبتمبر/2021 - 10:41 م
ايفرجراند
ايفرجراند

راقب المستثمرون بقلق شركة العقارات الصينية العملاقة والمثقلة بالديون "إيفرجراند" بينما تقترب من الإفلاس، وبينما يتملك الأسواق الخوف من أزمة مالية عالمية جديدة.

قالت مجموعة "China Evergrande Group" اليوم الأربعاء، إنها توصلت إلى اتفاق قد يمنحها بعض الوقت لتتمكن من سداد السندات المستحقة غدا الخميس، لكن هذا الاتفاق الغامض لا يتصدى للتهديد الأكبر الذي يواجه القادة في بكين والظاهر في التوقعات الاقتصادية العالمية: نمو الصين يتباطأ، وقد تضطر الحكومة إلى العمل بجدية أكبر لتعزيزه من جديد.

كانت مبيعات التجزئة في الصين الشهر الماضي أضعف بكثير مما كان متوقعا، خاصة البطء في مبيعات السيارات، كما تباطأ الإنتاج الصناعي، خاصة لشاحنات النقل الثقيل، كما هرع المطورون العقاريون لتخفيض حجم مشاريع الإسكان الجديدة بشكل حاد خلال الصيف، بينما كانوا يسارعون لإنهاء المشاريع التي بدأوها بالفعل.

ويبقي الإنفاق الحكومي الضخم على خطوط السكك الحديدية الجديدة والطرق السريعة وغيرها من المشاريع الاقتصاد مستمرا في الوقت الحالي، ولكنه قد لا يكون مستدامًا خلال العام المقبل.

وتأثرت الأسواق بفكرة أن إيفرجراند يمكن أن تكون "ليمان" الصين، في إشارة إلى انهيار بنك الإستثمار "ليمان براذرز" في عام 2008 والذي تسبب في اندلاع الأزمة المالية العالمية.

لكن الخبير الاقتصادي محمد العريان يرى أن المخاوف بشأن تخلف عملاق العقارات الصيني عن سداد ديونها لم تصل إلى لتلك الحالة، وقال المستشار الاقتصادي لشركة "أليانز" في تصريحات لشبكة “CNBC”، أنه ورغم ان الأزمة لم تقترب من تكرار انهيار بنك "ليمان براذرز" خلال الأزمة المالية العالمية، فإنها تهز المبادئ الرئيسية لفكرة الاستثمار العالمي.

ويرى العريان أن حالة عدم اليقين المحيطة بـ"إيفرجراند" تهدم الافتراض القائل بأن الحكومات ستتدخل دائمًا لإنقاذ القطاع المالي عندما يواجه أحد لاعبيه الكبار أزمة.

ويقلل العديد من الاقتصاديين في الصين من فكرة إنتشار عدوى "إيفرجراند" المالية، مشيرين إلى الضعف بشكل عام في سوق العقارات الصيني، والذي يعد الدعامة الأساسية للاقتصاد، بمعنى أن حالة "إيفرجراند" استثناء، ويبقى ما سيحدث مع "إيفرجراند" غدا الخميس عندما يحين موعد سداد فوائد السندات غير واضح.



وقالت الشركة اليوم في بيان/إفادة غامض الصياغة إنها توصلت إلى اتفاق مع مستثمرين صينيين لتسديد دفعة المستحقة في اليوم التالي، دون تقديم تفاصيل، ولم يذكر البيان دفعة مستحقة الخميس بقيمة 83.5 مليون دولار لحاملي السندات الأجانب، وقالت "بلومبرج نيوز" نقلاً عن بيانات السندات، إن الشركة لديها فترة سماح مدتها 30 يومًا قبل أن تصبح الدفعة الفائتة تخلفًا عن السداد. 

ويمكن أن تتدخل الحكومة الصينية لإنقاذ "إيفرجراند"، لكن هذا من شأنه أن يتعارض مع جهودها لجعل الشركات تقترض أقل وللتخلص من بعض الزخم في سوق العقارات، حيث أصبح شراء الشقق باهظ الثمن على نحو متزايد بالنسبة للعديد من العائلات الصينية في العديد من المناطق.

من ناحية أخرى فإن ترك "إيفرجراند" ينهار بسرعة، يخاطر بهبوط واسع في أسعار الشقق أو صدمات أخرى غير متوقعة للنظام المالي.

وكانت مبيعات العقارات تتباطأ حتى قبل الصعوبات الأخيرة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى سياسات الصين المالية الأخيرة، مما حرم مطوري العقارات الآخرين من الأموال النقدية التي يحتاجونها لإنهاء مشاريع أخرى، فانخفضت المبيعات بنسبة 7.1% من حيث القيمة في يوليو مقارنة بالعام السابق و18.7% في أغسطس مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، ويتوقع المراقبون أن يتباطأ النمو الصيني أكثر، وتتمتع الصين حتى الان بمعدل نمو قوي وفقًا لمعظم المعايير، فهو لا يزال أعلى من 5%.

وبينما تواجه الصين عواقب جراء طاقتها الإنتاجية المفرطة التي لا تجد من يستوعبها، لا يزال العديد من الاقتصاديين في الصين يعربون عن ثقة أكبر من الاقتصاديين في أماكن أخرى من أن بلادهم يمكنها التغلب على مشاكلها، ويرون أن الحكومة الصينية لديها القدرة على تحديد أسعار الفائدة والسيطرة على التحركات الكبيرة للأموال داخل وخارج البلاد.