الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

الجيش الأمريكي يعترف بقتل 10 مدنيين عن طريق "الخطأ" في كابول

السبت 18/سبتمبر/2021 - 11:28 ص
أطفال أفغان
أطفال أفغان

قال الجيش الأمريكي مساء أمس الجمعة إن ضربة بطائرة مسيرة في العاصمة الأفغانية "كابول" الشهر الماضي قتلت ما يصل إلى 10 مدنيين بينهم 7 أطفال، ليعتذر عما وصفه بأنه "خطأ مأساوي".

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن الضربة التي وقعت يوم 29 أغسطس استهدفت مفجرًا انتحاريًا من تنظيم "داعش" كان يمثل تهديدا وشيكًا للقوات التي تقودها الولايات المتحدة في المطار مع استكمالها للمراحل الأخيرة من انسحابها من أفغانستان، وحتى مع ظهور تقارير عن سقوط ضحايا مدنيين، وصف قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينيث ماكينزي الهجوم بأنه "صالح"، وإنه كان واثقًا في ذلك الوقت من أنه جنب القوات في المطار تهديدًا وشيكًا .

وقال ماكنزي للصحفيين "التحقيق الذي أجريناه الآن يخلص إلى أن الضربة كانت خطأ مأساويا"، وإنه يعتقد الآن أنه من غير المرجح أن يكون القتلى أعضاء في فرع تنظيم "داعش" في خراسان، أو يشكلون تهديدًا للقوات الأمريكية، كما أن البنتاغون يدرس التعويضات.

ويثير مقتل مدنيين في غارة نفذتها طائرة مسيرة أمريكية من خارج أفغانستان، تساؤلات حول مستقبل مكافحة  الولايات المتحدة للإرهاب في أفغانستان، حيث أن الاستخبارات الأمريكية توفقت عن جمع المعلومات منذ إتمام الإنسحاب الشهر الماضي.

ويوفر تأكيد مقتل المدنيين مزيدًا من الدوافع لمنتقدي الانسحاب الفوضوي للولايات المتحدة وإجلاء الحلفاء الأفغان، الأمر الذي يشكل أكبر أزمة حتى الآن لإدارة بايدن.

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في بيان، إن الضربة بطائرة بدون طيار قتلت شخص يدعى أحمدي كان يعمل في منظمة غير ربحية تسمى التغذية والتعليم الدولية، مضيفا: "نعلم الآن أنه لا توجد صلة بين السيد أحمدي و"داعش" خراسان ، وأن أنشطته في ذلك اليوم كانت غير ضارة تمامًا ولا تتعلق على الإطلاق بالتهديد الوشيك الذي نعتقد أننا نواجهه"، واستطرد: "نعتذر وسنسعى للتعلم من هذا الخطأ الفادح".

ويندر أن يقوم كبار مسؤولي البنتاجون بمن فيهم وزير الدفاع ، بالاعتذار شخصيًا عن المدنيين الذين قتلوا في الضربات العسكرية، لكن في ذات الوقت ينشر الجيش الأمريكي بالفعل تقارير عن مقتل مدنيين في عمليات حول العالم.

وكانت تقارير قد ظهرت تفيد بأن غارة جوية بطائرة بدون طيار على حي غربي مطار حامد كرزاي الدولي في كابول قتلت مدنيين بينهم أطفال، وقال المتحدث باسم حركة "طالبان" ذبيح الله مجاهد، إن الهجوم أسفر عن مقتل سبعة أشخاص، وإن طالبان تحقق في الأمر.



جاءت الضربة بعد أيام من مقتل 13 جنديًا أمريكيًا وعشرات المدنيين الأفغان في هجوم انتحاري تابع لتنظيم "داعش"، وكان المئات من الأفغان يحتشدون في محيط المطار في محاولة يائسة لتأمين مقاعد في رحلات الإجلاء، بعد إنهيار القوات الأفغانية التي دربتها الولايات المتحدة واستيلاء طالبان على للسلطة.

وشن الجيش الأمريكي غارة بطائرة بدون طيار في شرق أفغانستان في أعقاب التفجير الانتحاري في المطار، قال إنها قتلت اثنين من مقاتلي تنظيم الإرهابي، ولم يتم مراجعة هذه الهجمة. 

وجاءت الضربة الثانية التي قتلت المدنيين الأفغان في الوقت الذي كان فيه الجيش الأمريكي في حالة تأهب قصوى، حيث حذر المسؤولون من توقع المزيد من الهجمات على المطار، بما في ذلك الصواريخ والعبوات الناسفة، حيث أنهى البنتاجون مهمته.

وبدا أن الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة، وحتى مع اعترافه في بيان بأن مقتل المدنيين كان "يؤلم القلب"، يلقي باللوم على ضباب الحرب، وقال ميلي "في بيئة ديناميكية عالية التهديد، كان القادة على الأرض يتمتعون بالسلطة المناسبة ولديهم قدر معقول من اليقين بأن الهدف كان صحيحًا".

وقال مسؤول دفاعي أمريكي لوكالة "رويترز" إن سلطة تنفيذ ضربات في أفغانستان ضد "القاعدة" أو "داعش" لن تعود بعد الآن للقادة الأمريكيين في المنطقة، مضيفًا أن أوستن نفسه سيتعين عليه الإذن بأي ضربات مستقبلية.

ويثير الفشل الاستخباراتي الذي تم الكشف عنه في الضربة العسكرية الأخيرة لأمريكا أسئلة صعبة حول مخاطر المضي قدمًا في حربها في أفغانستان يثير، وتشمل هذه الأسئلة ما إذا كان بإمكان الولايات المتحدة تتبع تهديدات الإرهابية، والتصرف بسرعة بشأن أي معلومات تحصل عليها.

وقلل ماكنزي من أهمية تأثير الخسائر المدنية الأخيرة على الأعمال المستقبلية في أفغانستان، وقال: "لا أعتقد أنه يجب عليك استخلاص أي استنتاجات حول قدرتنا على شن ضربات في أفغانستان ضد" داعش" في خراسان في المستقبل بناءً على هذه الضربة الخاصة".