السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
حوادث

"ضحية لقمة العيش".. خادمة البساتين بحثت عن "قوت يومها" فألقوها من الخامس

السبت 04/سبتمبر/2021 - 11:21 ص
صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لم تتوقع شيرين أن تكون رغبتها في كسب رزقها بالعمل "خادمة" في أحد بيوت البساتين بعد أن رزقها الله بطفل، ستكون السبب الذي سيجعلها طريحة على سريرها بالرعاية المركزة أسابيع طويلة، بعدما تجرد 5 أشخاص من كل صور الإنسانية وألقوها من الطابق الخامس على خلفية اتهامهم لها بسرقة 30 ألف جنيه. 

بعد ولادة ابنتها ببضعة أيام، بدأت "شيرين" في البحث عن مصدر رزق لها، فلم تجد سوى أسرة تبحث عن "خادمة"، لتقبل بالأمر الواقع وتقبل بالوظيفة كي تستطيع أن تساعد زوجها في مصروفات المنزل وتربية طفلها حديث الولادة، ليبدأ فصل جديد في حياة "شيرين" كخادمة تقوم بالأعمال المنزلية الروتينية داخل منزل إحدى أسر منطقة البساتين.

3 أشهر مضت بصورة طبيعية على "شيرين" وهي داخل المنزل تقوم بمهماتها المنزلية الروتينية من تنظيف وطبخ وغير ذلك، إلا أنها لم تكن تدرى أنها في انتظار مفاجأة من أبشع ما يكون بعدما تلقت اتصالا هاتفيًا من مخدومتها تخبرها فيه أنها بصدد تحضير "عزومة" وطلبت حضورها في الصباح الباكر من يوم الخميس لمساعدتها في الأعمال المنزلية وإعداد الطعام. 

الساعات الأولى من صباح الخميس، دلفت "شيرين" إلى شقة مخدوميها لتفاجئ بمخدومتها تنهال عليها بالضرب والسباب بأبشع الألفاظ قائلة: "فين الفلوس يا حرامية"، وتتهمها بسرقة 30 ألف جنيه من داخل الشقة وينهال عليها كافة أفراد الأسرة بالضرب المبرح. 

دقائق مضت كالأيام على "شيرين" وهي تتلقى ضربات ولكمات من 5 أشخاص وهي غير قادرة على الدفاع عن نفسها أو مقاومتهم، ليكون المشهد الأخير الذي تشاهده هو حملها وإلقائها من شرفة المنزل لتسقط غارقة في دمائها ويرتطم جسدها بالأرض وتتعالي صرخات المارة من حولها وهى ممدة دون حراك على الأرض وتغمض عينيها وهي تنظر للسماء وحولها الأهالي يحاولون إسعافها ونقلها إلى المستشفى. 

"تعالي مراتك وقعت من الخامس".. كلمات جعت "سالم" زوج "شيرين" في حالة ذهول، ليهرع إلى المستشفى ويشاهد زوجته غارقة في دمائها وغير واعية لما يدور حوللها وفاقدة للنطق قبل أن تدخل في غيبوبة وتظل فيها حتى يومنا هذا، ويبدأ فصل جديد في القصة ولكن داخل أروقة النيابة بعدما اتهم "سالم" 5 أشخاص بإلقاء زوجته من الطابق الخامس.                  

وكشف على عطية المحامي تفاصيل الواقعة عبر حسابه الشخصي بموقع "فيس بوك" قائلًا: "قضية في مكتبي.. توجع قلب أي إنسان.. جلب فتاة خادمة لمنزل المتهمين واحتجازها واستجوابها وتعذيبها وسبها والقاؤها من الطابق الخامس.. استأذنت في نشرها لتضمنها جرائم بشعة في حق امرأة ضعيفة مسكينة تعمل لدي المتهمين "خادمة" ووصفتها النيابة العامة وقيدتها بشروع في قتل المجني عليها وهي في حالة خطرة ما بين الحياة والموت".

وتابع المحامي، أن المتهمين في الواقعة 5 أشخاص، الزوج مالك الشقة وزوجته ونجله ونجلته وشخص بلطجي ادعوا انه سائقهم الخاص، مشيرًا إلى أنهم قاموا بإلقاء المجني عليها من الطابق الخامس وأنكروا محاولة قتلها وادعوا بالتحقيقات أنها هي من قامت بإلقاء نفسها ودبروا رواية لتبرئتهم من تهمة الشروع في القتل بأنهم فوجئوا بسرقة مبلغ مالي من شقتهم من فترة وأنهم علي يقين أن المجنى عليها هي من سرقته لكونها خادمة، موضحًا أنه برغم كل ذلك فقيرة لم يبلغوا عن واقعة السرقة لمدة ثلاث أو أربع أيام وقرروا تدبير خطة لها.

وأكد المحامي، ان المتهمين قالوا بالتحقيقات أن الزوج والزوجة اتصلوا بالخادمة وطلبوا منها الحضور يوم الخميس بدلا من السبت لمساعدتهم في تحضير عزومة عائلية وبالفعل ذهبت إليهم حاملة البراءة لتلبية طلبهم، متابعًا أنهم احتجزوها في إحدي الغرف بالمنزل وقاموا بتعذيبها والتعدي عليها بالضرب والسب والترهيب والتهديد بحسب أقوال المتهمين بالتحقيقات وتحريات المباحث.

وتابع، أن المتهمين قرروا خلال التحقيقات أنهم احتجزوا المجني عليها بالغرفة لساعات وأغلقوها عليها بالأقفال لإجبارها على الاعتراف ثم سمعوا صوت صرخات وفوجئوا بأنها ألقت نفسها من الطابق الخامس دون تدخل منهم، مشيرًا إلى أن حارس العقار نقلها للمستشفى وأخبر أهليتها أنه مستعد للشهادة "بأنه سمع صوت صرخات استغاثة من المجني عليها قبل إلقاءها وسقوطها.

وأشار "عطية"، إلى أنه ظهر وسيط عن المتهمين وقام بمساومة أهلية المجني عليها بالحصول علي مبلغ مالي وصل لمليوني جنيها مقابل التنازل والتهديد بأنه في جميع الأحوال سيتم محو آثار الجريمة، مؤكدًا أن الوسيط كاذب وأن التحريات ستتم بالشكل القانوني السليم ولا أحد فوق القانون.

وأوضح المحامي، أنه فوجئ باختفاء حارس العقار شاهد الإثبات الوحيد، مشيرًا إلى أنه قيل أنه تم القبض عليه على ذمة قضية آخرى وتم طرده من العقار، إضافة إلى أنه تم القبض على المتهم الخامس "البلطجي" ولكن في ذات الوقت تم إخلاء سبيل نجل صاحب الشقة رغم وجوده وعلمه بالواقعة.

وأورد المحامي، أن التحريات توصلت لصحة واقعة التعدي والتعذيب والاحتجاز والسب والقذف.. ثم توصلت إلى أن المجني عليها ألقت بنفسها من الطابق الخامس رغم عدم وجود شهود والمجني عليها لم تستجوب حتي تاريخه بسبب ان حالتها لا تسمح بالاستجواب، متابعًا أن حتى الآن لم يتم سماع شهادة السكان المتواجدين أو تفريغ الكاميرات.