الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

الخارجية الأمريكية تعلق على ترشح سيف الإسلام القذافي في الإنتخابات الليبية

الخميس 02/سبتمبر/2021 - 07:16 م
سيف الإسلام القذافي
سيف الإسلام القذافي

علقت الخارجية الأمريكية على أنباء ترشح سيف الإسلام القذافي نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي في الانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر عقدها يوم 24 ديسمبر المقبل.

وقال جوي هود مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى في تصريحات لقناة "الحرة" الأمريكية: "من يترشح للانتخابات الليبية أمر يقرره الشعب الليبي، لكن كل العالم لديه مشكلة بترشح سيف الإسلام القذافي للانتخابات الرئاسية، فهو أحد مجرمي الحرب ويخضع لعقوبات أممية وأمريكية".



من جانبه أكد عبد الله بليحق المتحدث باسم مجلس النواب أنه لا يوجد سبب لتأجيل الانتخابات مشددا على ضرورة إجرائها في موعدها المحدد، وأضاف بليحق في لقاء له مع قناة "العربية الحدث" أن هناك أطراف تحاول عرقلة إجراء الانتخابات الليبية في موعدها المقرر، وأكد أن لأي مواطن ليبي الحق في الترشح بما في ذلك سيف الإسلام معمر القذافي إذا انطبقت عليه الشروط المطلوبة.



وأعلن سيف الإسلام القذافي ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة في ليبيا، وفقا لما صرح به مصدر مقرب من نجل معمر القذافي لـ"بوابة إفريقيا الإخبارية" الليبية.

وقبل عشر سنوات وبالقرب من مدينة "أوباري" الليبية الصحراوية، اعترضت مجموعة من المتمردين المسلحين موكبًا صغيرًا أثناء فراره جنوبا باتجاه النيجر ليعثروا به على سيف الإسلام معمر القذافي الإبن الثاني للرئيس الراحل، وكان يرتدي زيا تقليديا وتغطي أصابع يده اليمنى التي قطع منها السبابة والإبهام الشاش.

وألمح سيف الإسلام في مقابلة أجراها مؤخرا مع صحيفة "نيويورك تايمز" بعد قرابة الأربع سنوات من الإختفاء والعشر سنوات من الحبس إلى إمكانية عودته للحياة السياسية، ما أثار ردود أفعال متابينة بين الليبيين.

فعلقت جميلة محمودي الأكاديمية الليبية المقيمة في مصر عبر صفحتها على "فايسبوك" قائلة: "ياسيف الاسلام انت ابن الزعيم معمر القذافي صاحب اكبر مشروع وطني ..لماذا تخرج علينا بعد عشرة سنوات بصور باهته وعن طريقة نافذة امريكية او غربيه .. انت ولدنا لماذا لاتتحدث مباشر معنا ..الوسائل الاعلامية الليبية مهما اختلفنا معها تظل اكثر عمق ومهنية من اصحاب الاجندات الخارجية التي تسوق سمها الخبيث بصورك التي تقول انك زعيم عصابة هارب من العدالة ..وانت الاسير رقم مجد".



بينما قال حسام بهري أحد النشطاء الليبين: "مبدئيا ظهور سيف الإسلام القدافي في المشهد شيء مطمئن جدا بأن الحرب قادمة مافيش كلام".



وكان سيف الإسلام القذافي قد كشف في مقابلته مع صحفي ال"نيويورك تايمز" الأمريكي روبرت ورث عن حدث غير أوضاعه في محبسه بمدينة الزنتان مطلع العام 2014، جرى ذلك حين "اندفع رجلان من كتيبة الزنتان إلى غرفته الصغيرة، بدا عليهما الغضب والانزعاج وأرادا التحدث".

وقال سيف الإسلام عن الرجلان أنهما شاركا "في حركة التمرد ضد القذافي، لكن وحدة الثوار لم يعد لها مكان الآن، كان لأحدهما ابن أصيب بطلقة في رأسه أثناء تبادل إطلاق النار مع ميليشيا منافسة من مدينة (مصراتة) على ساحل البحر المتوسط، أعرب الرجلان عن شعورهما بالحسرة، ولم يكن هذا الشعور نابعًا من خسارتهما الشخصية فحسب، ووقفا محنيي الظهور داخل الغرفة وأخذا يسبان الثورة ويقولان إنها كانت غلطة وإن سيف الإسلام وأباه كانا محقين".

ولم يشغل سيف الإسلام المولود في العام 1972 أي منصب رسمي قي الدول أيام والده، لكنه عرف في عمل العام حيث أسس مؤسسة القذافي للتنمية عام 1988، وكانت له إسهامات إنسانية تعلقت بإطلاق سراح بعض المعتقلين عبر جمعية حقوق الإنسان التابعة للجمعية ، كما قاد تيارا إصلاحيا في ليبيا العام 2006 مطالبا بوضع دستور دائم لليبيا، والانتقال من ليبيا الثورة لليبيا الدولة.

وكان الغرب ينظر إلى سيف الإسلام القذافي قبل إندلاع الثورة الليبية في فبراير من عام 2011، علىت أنه شخص يمكن عقد الآمال عليه لإحداث إصلاح تدريجي في البلاد، فهو ذا مظهر مهندم ويتحدث الإنجليزية بطلاقة جعلته يبدو مختلفا تماما عن أبيه الذي عرف بمظهره المبهرج وطباعه الغريبة، كما درس سيف الإسلام في "كلية لندن للاقتصاد"، كما تحدث عن الديموقراطية وحقوق الإنسان وكون صداقات مع علماء سياسيين، وفقا ل"نيويورك تايمز".

لكن بحلول العام 2011 وقيام الانتفاضة الشعبية في ليبيا سارع سيف الإسلام القذافي بالانضمام إلى حملة القمع التي أطلقها نظام القذافي، وهدد من إمكانية إندلاع ثورة أهلية حال استمرت الإحتجاجات واتهم ثلاث مجموعات بالوقوف وراء الأحداث وهي وفقا لقوله بعض الجماعات الحزبية والنقابية المنظمة والجماعات الإسلامية التي تسعى لإقامة دويلات إسلامية ومجموعة تناولت المخدرات وحبوب الهلوسة.



وكان من الوارد أن يتم قتله على يد الثوار كما حدث مع والده وعدد من كبار المسؤولين الليبيين لكنه وقع أسيرا في يد كتيبة مستقله حمته من الفصائل المتمردة الأخرى ونقلته إلى مدينة "الزنتان"، موطنها جنوب غربي العاصمة، كما كان مطلوبا أيضا لدى المحكمة الجنائية الدولية ليكون صيدا ثمينا للكتيبة، وظل أسيرًا لديهم حتى بعد انتخابات ليبيا عام 2012.