السبت 04 مايو 2024 الموافق 25 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

في ذكرى رحيله الـ54.. محمد فوزي "سابق عصره" بالموسيقى.. رصيده 400 أغنية وأوبريت.. أول من قدم أغاني "فرانكو آرب".. "كازانوفا الشرق" خان مديحة يسري وهدد هدى سلطان بالقتل.. وتوفي بمرض نادر

الثلاثاء 20/أكتوبر/2020 - 11:04 ص
محمد فوزي
محمد فوزي

• 36 فيلم سينمائي بداية بـ "سيف الجلاد" وانتهاءً بـ"كل دقة في قلبي" 

• ترك إرثًا موسيقيًا يقدر بـ 400 أغنية وأوبريت


54 عامًا مضت منذ رحيل سابق عصره "محمد فوزي"، الاسم الأهم والأبرز في تاريخ صناعة الموسيقى، ففي رحلته القصيرة إلى عالمنا ترك بصمته الفنية الخاصة في الأغاني والألحان، وتربع على عرش السينما الغنائية والاستعراضية  فترة الأربعينيات والخمسينيات، ولحن لأشهر مطربي زمنه مثل عبد المطلب، وليلى مراد، وشادية، كما حقق نجاح غير مسبوق بتأسيس أول مصنع أسطوانات موسيقية في الشرق الأوسط.
 
وهو المطرب والملحن الذي تميز بألحانه الموسيقية، وتميز بقدرته على الإبداع المستمر، ونستعرض في هذا التقرير أهم المحطات في حياة "سابق عصره".
  

• ميلاد فوزي 

فجر يوم 15 أغسطس من العام 1918، أشرقت شمس محمد فوزي عبد العال حبس الحاو، في قرية كفر أبو جندي التابعة لمركز قنطور بمحافظة الغربية، وكان والده منشدًا دينيًا من منشدي مسجد السيد البدوي بطنطا، وهو الابن الحادي والعشرون من أصل 25 ابنًا وبنتًا، منهم المطربتين هدى سلطان وهند علّام، وكان قلبه يهوى الموسيقى والغناء منذ كان تلميذًا في مدرسة طنطا الابتدائية، فتعلم أصول الموسيقى خلال طفولته على يد صديق والده "محمد الخربتلي"، الذي كان يصطحبه للغناء في الموالد والأفراح.

• بدايته الموسيقية



تأثر فوزي بأغاني محمد عبد الوهاب وأم كلثوم، فصار يردد أغانيهما في احتفالات المدينة بمولد السيد البدوي، والتحق بعد نيله للشهادة الاعدادية بمعهد فؤاد الأول للموسيقى في القاهرة، ولكن بعد عامين تخلى عن دراسته للموسيقى؛ ليعمل في ملهى الشقيقتين رتيبة وانصاف رشدي، قبل أن يعمل في ملهى "بديعة مصابني"، حيث تعرف على فريد الأطرش ومحمود الشريف وارتبط بصداقة متينة معهما، وشاركهما في غناء وتلحين عدة اسكتشات واستعراضات. 

تقدم فوزي وهو في العشرين من عمره الى امتحان الإذاعة كمطرب وملحن ، فرسب مطربًا ونجح ملحنًا.

• بدايته الفنية 

بدأ فوزي مشواره الفني بعد حضورة إلى القاهرة عام 1938، فانتقل بين فرقة بديعة مصابني وفاطمة رشدي ثم إلى الفرقة القومية للمسرح، ولكن كان الغناء هاجس فوزي، مما دفعه لإحياء أغاني سيد درويش مع الفرقة المسرحية المصرية، وذلك أتاح له الفرصة للتعاقد مع الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى كممثل ومغني في مسرحية شهر زاد "لسيد درويش" ولكنها لم تلق نجاحًا في عرضها الأول.
 
شارك فوزي في بطولة 32 فيلم سينمائي، وجاءت بدايته الفنية بعدما طلبه الفنان يوسف وهبي عام 1944، في دور صغير لفيلم "سيف الجلاد" للمخرج محمد كريم، وشارك سليمان نجيب ورجاء عبده فيلم، مما فتح له الباب للمشاركة في فيلم أصحاب السعادة الذي حقق نجاحًا ساحقًا، وساعده على تأسيس شركة أفلام محمد فوزي عام 1947.

•  ألحانه الموسيقية

تميّز فوزي بألحانه حيث استخدم ألوانًا موسيقية غير مسبوقة، ففي فيلم "معجزة السماء"، قدم أغنية "كلمني طمنّي" بأسلوب الـ"أكابيلا"، حيث استبدل صوت الألات الموسيقية بصوت خلفي للكورال، ليحقق سبقًا موسيقيًا.

وللمرة الأولى في تاريخ الموسيقى، استخدم "فوزي" صوت خطوات الخيل أساسًا للحن أغنية "طير بينا يا قلبي"، وهي أغنية تأثرت بالتوزيع الأوركسترالي لبعض الملحنين الروس.

ويعد أول من قدم أغنية فرانكو آراب" يامصطفى يا مصطفى"، التي أداها "برونوموري" شقيق الفنانة داليدا، والمطرب اللبناني المصري بوب عزام، كما ترجمت إلى العديد من اللغات، وقدم بعدها أغنيه "فطومة أنا قلبي حبك" بنفس اللون الغنائي.

• زيجاته



تزوج فوزي عدة مرات، وكانت زيجته الأولى من "هداية" التي أنجب منها 3 أبناء، ثم انفصلا عام 1952، وفي نفس عام انفصاله تزوج من الفنانة مديحة يسري، وأنجب منها "عمرو"، ولكن سرعان ماتم الانفصال، وكانت زيجه الثالثة والأخيرة من كريمة "فاتنة المعادي"، عام 1960، وهي الزيجة التي استمرت حتى وفاته.


هدد هدى سلطان بالقتل

عارض محمد فوزي في البداية فكرة دخول شقيقته الفنانة هدى سلطان إلى عالم الفن، حتى قيل إنه هددها بالقتل.
وفي تسجيل نادر لها روت هدى سلطان أن معارضته لم تكن لشيء سوى خوف منه عليها من هذا الوسط، مشيرة إلى أنها كانت تعتبر محمد صديقاً تخبره بأدق أسرارها ، حتى أنها إعتبرته أباً لها، بسبب فقدانها والدها في سن مبكرة.

•خان مديحة يسري

لم يكن الحزن يعرف طريقاً لقلبه، كان مرحاً يحب الحياة، حتى أن زوجته الثانيةمديحة يسري قالت في مقابلة تليفزيونية إنه كان يأتي إليها بعد مرور ساعتين على أي مشكلة تحدث بينهما، ويطلب منها مرافقته للسينما، وأضافت: "لما كنت أقوله لا عشان زعلانة يقولي إيه ده مين مزعلك أقوله أنت، يقولي ياه ده إنتي قلبك أسود أوي"، ولكنها فوجئت بخيانته لها بعد ذلك



• شركة "مصر فون"



عام 1958 أسس فوزي شركة مصر فون لإنتاج الأسطوانات الموسيقية، وكانت بمثابة ضربة قوية لشركات الاسطوانات الأجنبية، فبينما كانت الشركات تبيع الاسطوانات بـ 90 قرشًا، كانت شركة "مصر فون" تبيعها بـ 35 قرشًا، وأنتجت أغاني لكبار الفنانين مثل محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وغيرهما.

دفع تفوق "مصر فون" وجودة إنتاجها، إلى تأميمها عام 1961، وتعيينه مديرًا لها بمرتب 100 جنيه، مما أدى إلى إصابة فوزي باكتئاب حاد كان مقدمة رحلة مرضه الطويلة التي انتهت برحيله بمرض سرطان العظام.
 

• أشهر أعماله الفنية

كان فيلم "سيف الجلاد" هو بداية مشواره الفني، ثم أتت انطلاقته الفنية بمشاركته في فيلم "أصحاب السعادة"، بعدها توالت أعماله الفنية مثل "فاطمة وماريكا وراشيل" و"الأنسة ماما" و"من أين لك هذا" وابن للإيجار" و"معجزة السماء" و"ليلى بنت الشاطئ" حتى نهاية أعماله الفنية "كل دقة في قلبي".

• أعماله الموسيقية

بلغ رصيد محمد فوزي الغنائي 400 أغنية منها 300 في الأفلام منها، "حبيبي وعينيا" و"شحات الغرام" و"تملي في قلبي" و"اللي يهواك اهواه" و" قاعد لوحدك ليه يا جميل" و"مال القمر ماله" و"طير بينا يا قلبي" و"فين فلبي"، و"ليا عشم وياك يا جميل"

كما أنه غنى مجموعة من أغنيات الأطفال من أشهرها "ماما زمانها جاية" و"ذهب الليل وطلع الفجر"، و"هاتوا الفوانيس يا ولاد"، وغيرها من الأغاني الخالدة حتى يومنا هذا.

وقدم فوزي باقة من أروع الأغاني الوطنية، ولعل أشهرها "وطني أحببتك يا وطني"، و"يا طير يا طاير"، كما قام بتلحين النشيد الوطني للجزائر "قسمًا بالنازلات" الذي يتردد حتى الآن، لذلك أمر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بإطلاق اسمه على المعهد الوطني العالي للموسيقى بالجزائر، ومنحه وسام الاستحقاق الوطني بعد وفاته.

• وفاة فوزي 



كان تأميم شركة "مصر فون" من أكبر الصدمات في حياة "فوزي"، فبدأت بعدها متاعبه الصحية ومرضه الذي احتار أطباء العالم في تشخيصه، حتى أعلن أنه مصاب بالـ"تلف الغشاء البريتوني"، وأنه خامس شخص على مستوى العالم يصاب به، وأطلق الأطباء على هذا المرض "مرض محمد فوزي"، ودخل فوزي في دوامه مع المرض حتى رحل عن عالمنا في 20 أكتوبر من العام 1966.