إسرائيل على صفيح ساخن.. غزة تُطير بالونات حارقة.. تل أبيب ترد بغارات جوية.. وحماس تُطلق 6 صواريخ: "سنفرض ثمنًا باهظًا"
حالة من التوتر تشهدها العلاقة بين فلسطين وجيش الاحتلال الإسرائيل منذ عدة أيّام عندما أُطلقت بعض البالونات الحارقة من قطاع غزة حتى طالت أماكن في قلب تل أبيب، الأمر الذي جعل إسرائيل تتخبط يمينا ويسارا وترد بقصف عنيف لأحياء في مدينة غزة الفلسطينية ردًا على ما وصفته بانه "هجومًا إرهابيًا من حماس"، لكن الأخيرة لم تصمت حيال القصف الإسرائيلي وهددت بتصعيد جديد، قائلة: "سنفرض ثمنًا باهظًا على كل من يفرض حصارًا على غزة".
حماس تحذر إسرائيل
أصدرت حركت حماس تحذيرا بعد
إطلاق 6 صواريخ باتجاه الجنوب ردا على قصف إسرائيلي سابق لمواقع الحركة، أعقبته
موجة ثانية من الغارات.
وكانت حركة حماس حذرت صباح
الجمعة من أنها ستفرض "ثمنا باهظا" على كل من هدد قطاع غزة، بعد إطلاق وابل
من الصواريخ باتجاه جنوب إسرائيل وجولتين من الغارات الجوية على القطاع.
ونقلت صحيفة "تايمز أوف
إسرائيل" عن فوزي برهوم المتحدث باسم حماس، بحسب أخبار القناة 12، قوله إن
"من فرض الحصار على شعبنا سيدفع ثمنا باهظا في أمنه واستقراره".
"لن
نتردد في مهمتنا الوطنية وفي التزامنا تجاه شعبنا" يقول برهام، وأضاف "أن
حماس ملتزمة بحماية الناس من كل عدوان ومحاربة الاحتلال في حال التصعيد واستمرار
الحصار".
إسرائيل تقصف قطاع غزة وتفرض حصارا
قالت صحف محلية أن الجيش
الإسرائيلي نفذ جولة ثانية من الغارات الجوية على أهداف تابعة لحركة حماس في قطاع
غزة صباح الجمعة بعد أن أطلق مسلحون في القطاع ستة صواريخ على جنوب إسرائيل ليلا،
قال الجيش.
ويقول جيش الحتلال الإسرائيلي
أن الصواريخ أصابت الحقول المفتوحة، ولم تتسبب في وقوع إصابات أو أضرار، ولم ترد
تقارير فورية عن سقوط ضحايا فلسطينيين.
جاء الهجوم الصاروخي في
الصباح الباكر، والذي أطلق صفارات الإنذار في المجتمعات القريبة من القطاع، بعد
الغارة الأولى للاحتلال على منشآت حماس في غزة ردا على البالونات الحارقة
والمتفجرات التي تم إطلاقها عبر الحدود باتجاه إسرائيل طوال يوم الخميس.
وبحسب جيش الاحتلال
الإسرائيلي، "تم إطلاق ستة صواريخ بعد الساعة 5 صباحًا بقليل، مما أدى إلى
إطلاق صفارات الإنذار في بلدات ناحال عوز وألوميم، شرق شمال قطاع غزة، مما دفع
مئات السكان إلى الاندفاع إلى الملاجئ".
ردا على ذلك، قال جيش
الاحتلال إن "طائراته الحربية وطائراته الأخرى قصفت مواقع تابعة لحركة حماس
في القطاع الفلسطيني، بما في ذلك منشأة لتصنيع الأسلحة" وأفادت
وسائل إعلام فلسطينية أن الهدف كان قرب مدينة غزة.
إسرائيل على صفيح
ساخن
على مدار يوم الخميس الماضي،
أطلق فلسطينيون في القطاع عشرات البالونات التي تحمل عبوات حارقة ومتفجرات صغيرة
عبر الحدود، مما تسبب في 26 حريقا على الأقل في جنوب إسرائيل، بحسب إدارة الإطفاء،
الإسرائيلية.
قبل الساعة 4:30 صباحا، رد جيش
الاحتلال الإسرائيلي على هذه الهجمات المحمولة جوا بضربات على أهداف يقول أنها تابعة
لحماس.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي
"إن طائرات حربية ودبابات وطائرات أخرى نفذت الجولة الأولى من الضربات الجوية
صباح الجمعة، حيث أصابت البنية التحتية تحت الأرض ومراكز المراقبة التابعة لحماس.
سبب التوتر بين حماس والاحتلال الإسرائيلي
جاء هذا التبادل الأخير في
الجنوب بعد أسابيع من التوترات المتصاعدة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في
القطاع، ولا سيما حماس.
نفذت إسرائيل غارات جوية شبه
ليلية ضد أهداف تابعة لحماس، وقيدت الواردات إلى القطاع، وقيدت منطقة الصيد.
وردا على ذلك أرسل
الفلسطينيون في القطاع في الأسابيع الأخيرة موجات من البالونات الحارقة عبر الحدود
، مما أدى إلى اندلاع عشرات الحرائق في جنوب إسرائيل، وإطلاق صواريخ عبر الحدود،
وتنظيم احتجاجات على طول السياج الأمني.
وساطة قطرية لوقف
إطلاق النار
قالت حماس، الخميس الماضي، إن
الجهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار مع إسرائيل فشلت، محذرة إسرائيل من إرسال
"رسائل" في غضون ساعات.
ونقلت قناة الميادين
اللبنانية الموالية لحزب الله عن مصدر في الجماعة قوله إن المبعوث القطري محمد
العمادي غادر المنطقة بعد يومين جلب خلالها أموالا إلى القطاع وحاول التوسط في وقف
إطلاق النار وسط أسابيع من الهجمات المتبادلة.
وقال المصدر إن عدم التوصل
إلى اتفاق يرجع إلى إصرار إسرائيل على معادلة "الهدوء مقابل الهدوء"
وليس "الهدوء مقابل إنهاء الحصار" على القطاع.
ونقل عن المصدر قوله إن
الفصائل الفلسطينية في غزة لن تسمح لإسرائيل "باستخدام ذريعة البالونات
لتفجير مواقع في القطاع".
وأضاف أن "الساعات
المقبلة ستشهد رسائل إلى الاحتلال الإسرائيلي من مجموعات شبابية في الميدان".
قال "على الاحتلال قراءة
هذه الرسائل قبل أن تتدحرج الأمور وتنزلق إلى شيء أوسع من ذلك".
وصل العمادي إلى غزة في وقت
متأخر من ليلة الثلاثاء ، حيث جلب 30 مليون دولار نقدًا ، في محاولة لتخفيف
التوترات بين إسرائيل وحماس التي أدت إلى الضربات اليومية والانتقامية.
وقالت مصادر مقربة من المبعوث
لوكالة فرانس برس إن الأموال مخصصة لمساعدة سكان الإقليم البالغ عددهم مليوني نسمة،
نصفهم يعيشون تحت خط الفقر.
ذكرت صحيفة الشرق الأوسط التي
تصدر باللغة العربية ومقرها لندن، يوم الإثنين، أن قائد المنطقة الجنوبية لجيش الاحتلال
الإسرائيلي، اللواء هيرزي هاليفي، زار قطر هذا الأسبوع في محاولة لتأمين اتفاق
لوقف إطلاق النار مع حماس.
ضغوط دولية على حماس
قالت صحيفة تايمز أوف إسرائيل
أن "حماس تتعرض لضغوط دولية هائلة من قطر ومصر ومبعوث الأمم المتحدة نيكولاي
ملادينوف لوقف هجماتها، إلى جانب ضغوط من سكان غزة ، الذين يحصلون على ثلاث إلى
أربع ساعات فقط من الكهرباء يوميًا بعد أن اعتادوا على ذلك بأكثر من ثلاث مرات، ونجم نقص الكهرباء عن قيام إسرائيل بوقف استيراد الوقود
ردا على العنف الذي تسبب في إغلاق محطة كهرباء في غزة".
وبعد كل هذه الهجمات من كلا الجانبين يبقي السؤال هل يستمر التصعيد أم أن الوساطة ستنجح في وقف إطلاق النار؟