"شهيد لقمة العيش".. قصة "سائق توك توك" مغترب عاد لقريته جثة هامدة

لم يتخيل أهل الشاب الصعيدي أن مشهد ذهابه إلى محطة القطار حاملًا حقيبته القماشية البسيطة ويلوح لهم في حماس تاركًا قرية برطباط بكل ما فيها من ذكرياته وأصدقائه بحثًا عن "لقمة العيش" في القاهرة، سيحفر في أذهانهم كآخر ما يتذكرونه عن الشاب قبل أن يعود لهم جثة ممزقة لا روح فيها.

قبل مشهد الجثة الممزقة المفزع بعدة ساعات، كان الشاب الذي ترك حياته وأهله في قلاية برطباط بالمنيا؛ ليبحث عن رزقه في القاهرة يعمل على التوك توك الخاص به حتى ساعة متأخرة من الليل كي يعود لأهله ويسدد ديونهم وأقساط التوك توك، ولكن في طريقه استوقفه عدة شباب وطلبوا منه توصيله إلى مكان خالٍ من المارة، ولكن لم يعلم الشاب أنها ستكون التوصيلة الأخيرة في حياته.

بضعة دقائق ضامته مضت على الشاب والراكبين إلا أنه كان يشعر بانقباضة تجاههم خاصة أنهم طلبوا توصيلهم إلى مكان شبه مهجور، وكما توقع سرعان ما أخرج الشابان "أسلحة بيضاء" من طيات ملابسهم وشرعوا في سرقة التوك توك والتعدي على صاحبه بالركلات واللكمات طمعًا في سرقة التوك توك وصاحبه.

لم يبالي الشاب الصعيدي بكل هذا ولم يشعر بالخوف أو الألم بل كان كل همه أن يدافع عن مصدر رزقه الوحيد فظل واقفًا كالأسود أمام المعتدين عليه حتى شلوا حركته وقام أحدهم بطعنه ليسقط في بركة دماء وسط الشارع ويكون آخر ما يشاهده قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة هو هروب قاتليه بمصدر رزقه الوحيد الذي فقد حياته دفاعًا عنه؛ ليجده أحد المارة بعدها بساعات جثة هامدة وسط الطريق.